بسم الله الرحمن الرحيم “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي” ” سيدي المدير اريد أن اطلب منكم عطلتي السنوية ابتداءا من 25 جويلية . لا يمكنك اخذ العطلة قبل الفاتح من أوت حتى ننهي ما تبقى من ملفات عالقة. لا تتصوري كم أنا سعيد فالمركز يتعافى، المشاريع تسير على ما يرام و المصالح ايضا. أنا مطمئن فاذا غادرت المركز فالمهمة ستكون اسهل للذي سيخلفني“. تلك هي عبارات لآخر حديث جرى بيني و بين المغفور له بإذن الله السيد مدير المركز، الاستاذ غوتي مراد. تخوننا الكلمات و يعجز اللسان عن انتقائها و لا نقول الا ما يرضي الله عز و جل، الله اكبر الله أكبر و لا اله الا الله، انا لله و انا اليه راجعون. و كأنك كنت تعلم أن الأجل قد اقترت فكنت في سباق مع الزمن، اجتماعات توصيات كثيرة و يومية. لم يعجزك على أداء واجبك المهني أي شيئ، لا تعب المسافة التي كنت تقطعها كل اسبوع بين تلمسان و العاصمة و انت تؤدي واجبك الاسري، و لا تفشي فيروس كورونا، لم يعجزك الا الموت الذي أبى ان يكتبك ضمن الارواح التي حصدها الفيروس و التحقت ببارئها في هذه الايام العصيبة تاركا وراءك بصمتك في التفاني في العمل و الاتقان و روح المسؤولية. أشهد لك بالاحترام الذي كنت تكنه للجميع و معاملتك بنفس الاسلوب مع كل واحد منا. فلم يكن بقلبك مكانا للضغينة لأي أحد. كما أشهد لك بحبك لوطنك الحبيب و غيرتك عليه متجليا ذلك في الاخلاص في العمل و تغليبك للمصلحة العامة و اجتهادك الدائم من أجل المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني و الارتقاء الى ما هو أرقى و أعلى، حرصك الدائم على خدمة الوطن و المواطن، فكنت دائما تردد ما فائدة البحث و الباحث ان لم يكن لهم اثر ايجابي على المجتمع. كنت حريصا جدا على هذا الدور فرفعت شعارا للمركز كنت حريصا على أن يرفع في كل المناسبات و يكتب في كل وثائق المركز “بحث، تكنولوجيا و مجتمع“. جعل الله كل ما قدمت من عمل حسن في ميزان حسناتك و تجاوز عنك السيئات. انا لله و انا اليه راجعون، اللهم اغفـر له وارحمه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيـرا من أهله وقه فتنة القبر وعذاب النار. باسمي و باسم جميع عمال مركز تنمية التكنولوجيات المتطورة و باسم كل زملاء الفقيد الذين اتصلوا بنا، نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة لعائلة الفقيد و خاصة أبنائه ونشاطرهم الأحزان في وفاة الفقيد. نسأل الله العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان. مصابكم هو مصابنا وألمكم هو ألمنا السيدة بلقبلي سامية مساعدة المدير (غفرالله له)